أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في نيجيريا بعد دخول الإسلام وانتشاره فيها، وقيام المماليك الإسلامية الممثلة في مملكة كانم برنو ودولة صكتو، وقد أدى هذا كله إلى تدافع المسلمين نحو اللغة العربية تعلما وتعليما حتى ظهر من بين مسلمي نيجيريا شعراء قرضوا الشعر العربي على منوال ما درج عليه الشعراء العرب في قصائدهم، واستمر الأمر كذلك منذ عهد كانم برنو إلى عصرنا الراهن. ويعد فن الرثاء من الفنون الشعرية التقليدية التي اهتم بها شعراء نيجيريا غاية الاهتمام، لم يزل الشاعر العربي النيجيري يتناول فن الرثاء على نهج الشعر العربي القديم نوعا وأسلوبا ولغة – فيما عدا ما شذّ عن الدين الإسلامي -، ولعل السر في ذلك أن فن الرثاء شامل لمجالات الحياة الدينية، والعلمية، والسياسية، والاجتماعية. ومن الشعراء النيجيريين المعاصرين المشهورين بشعر الرثاء الشاعر أنس عثمان الجيغوي، وهذه العجالة عبارة عن دراسة أدبية تحليلية لقصيدته النونية في رثاء الداعية البارز الشيخ أبي بكر غِرُو أَرْغُنْغُو، بعنوان: (شعر الرثاء النيجيري: نونية الشاعر أنس عثمان الجيغوي أنموذجا)، وتعتمد هذه الدراسة على المنهج التحليلي، وفي المباحث التالية: المقدمة - نبذة تارخية عن حياة الشاعر - عرض القصيدة وذكر مناسبتها - عناصر الرثاء في القصيدة - الصورة التشبيهة في القصيدة - الموسيقى الشعرية في القصيدة - الخاتمة. وتبدوا أهمية هذه الدراسة في أنها دراسة أدبية تحليلية تطبيقية، من شأنها إبراز ما لشعراء نيجيريا المعاصرين من كنوز الشعر العربي التقليدي الفصيح والإشادة بدورهم الرائد في نشر الثقافة العربية لا سيما الإبداع الشعري في قارتنا الإفريقية..